بسم الله الرحمن الرحيم

البيان التأسيسي لحركة وعي

الرحمة لشهدائنا، والشفاء العاجل للمصابين والجرحى، والعدالة لمعتقلينا المحررين وذويهم الصابرين وذوي المغيّبين والمفقودين. ندعو الله أن يجمع كلمتنا ويجبر كسرنا ويلم شملنا بالمهاجرين والنازحين في المخيمات والمغترب، وأن يمنحنا الأمن والاستقرار والطمأنينة، ويديمهم علينا.

نعلن كمجموعةٍ من أبناء الشعب السوري عن انطلاق حركة وعي، حركةٍ غير حزبيّة غير فرقوية، تهدف لتوحيد كلمة أحرار سوريا حول مبادئ لا يمكن أن نحيد عنها بمختلف توجهاتنا وتطلعاتنا وآرائنا السياسية، لحماية ثورتنا ومكتسباتها وصورتها، ولنبقى خارج ضجيج التشويه والتحريف والعبث المستمر للحقائق التي عشناها خلال 14 عامٍ.

نلتزم في حركة وعي بالمبادئ التالية التي لا تخضع لأي تنازلاتٍ أو تحريفات، ونتعهد باعتمادها مرجعاً أخلاقيّاً ومنطلقاً لكل المواقف، وسداً أمام كلّ الحركات المضادة:

الحفاظ على سرديّة الثورة:

بوصفها ثورة بدأت سلميّة وانطلقت من المساجد لكنّها شملت كلّ فئات الشعب من لحظتها الأولى، ورفعت الطلبات المحقّة بالحرية والعدالة والمساواة من اليوم الأول، وقوبلت بالرصاص الحيّ قبل أن تحمل السلاح، واستمرت لسنوات طوال قبل أن تنتصر، لم تكن يوماً حرباً أهليّة أو أزمة بتحريض خارجيّ أو مؤامرة كونيّة.

الحريّة والكرامة والعدالة:

وهي طلبات الثورة الأولى، وتشمل حريّة التظاهر وطلب التغيير من السلطة الحاكمة وضمان كرامة المواطن وتفكيك السلطة الأمنيّة القمعيّة والعمل على عدم عودتها بأي شكل أو صورة، وتحقيق التكافؤ والعدالة بين فئات الشعب بالحقوق والواجبات دون تمييز بحسب الدين أو الطائفة أو المنطقة.

محاسبة شركاء الجريمة:

وهذا يتضمن كلّ من ساهم بالإجرام أياً كان نوعه مثل القتل والتعذيب والقصف بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر، من مخبرين وعناصر أمن وضباط وعساكر، ويتضمن أيضاً الإعلاميين وأصحاب المصالح ممن لمعوا صورة النظام المحلية والدولية. وهذا يتضمن الحفاظ على الأدلة وإيصالها عند توافرها للجهات القضائية والنبذ المجتمعي لمن يحاول التسلل لتصدر الصورة السورية من جديد والمطالبة بالمحاسبة في كلّ فرصة ممكنة والعمل على تجريم الفكر الأسدي والبعثي ومكافحته أينما ظهر.

السيادة الوطنية والاستقلال:

رفض كل محاولات السطو على النصر السوري من كلّ الجهات المحليّة والدولية، وتثبيت الرواية الصحيحة لانتصار الثورة بسواعد الثوار وبنادقهم، بعد سنواتٍ من القتل والتشريد والتنكيل. ومعارضة كل التوجهات الداخلية والخارجية لإخضاع سوريا إلى شروط دولية مجحفة بحق الشعب السوري أو تسلب قراره الشخصيّ أو تفرض عليه ما لا يقبله.

الصدق والشفافية:

يلتزم كلّ من في حركة وعي بمكافحة الأخبار والمعلومات الكاذبة والإشاعات، ويبدأ هذا من طرفه قبل الأطراف المقابلة، سواء من خلال نشر التصحيحات أو تجنّب نشر الأخبار قبل التحقق منها أو من خلال الرد على الأسئلة والاستفسارات بصراحة وشفافية وصدق.

الهدف النهائي:

يتفق كل من في حركة وعي على أنّ الهدف المشترك والمبدأ المحوري الذي لا يختلف عليه اثنان هو أنّ سوريا المستقبل يجب أن تكون أفضل من سوريا الماضي، وأنّ السعي كلّه يهدف لتحقيق هذا لا لعرقلته مهما اختلف او اتفق مع السلطة الحاكمة أو أراد تغييرها، وأنّ المراهنة على فشل سوريا في إنجاز هذا التحسّن لتحقيق نصرٍ معنويّ أو حزبي أو طائفيّ هو خيانة لمبادئ الحركة ويتعارض معها.

وبهذا يلتزم من في الحركة ويعمل على تحقيقه بكلّ وسيلة متاحة بغض النظر عن انتمائه الفكري أو السياسي أو الطائفيّ أو الدينيّ. لتكون سوريا هي أولوية السوريين. الأربعاء 15/1/2025 م الموافق 15/7/1446 هـ